بسم الله الرحمن الرحيم
" وإنِّي لغفَّارٌ لمن تابَ وآمنَ وعَمِلَ صالحاً ثمَّ اهتدى "
لقد جئتكم اليوم لا اومن إلا بالله الواحد الأحد، وفي تعاليمه ودينه وإسلامه، انني اشعر بالسعادة والقوة والطمأنينة، لا اطلب المغفرة والرحمة من ايا كائن بشري بل من الله الذي خلقني وهي هدية من الرحمن الرحيم للناس اجمعين، فما نحن إلا بشر ننحدر من آدم عليه السلام.قال الله تعالى: " وإذا جاءَكَ الَّذين يُؤمنون بآياتنا فقلْ سلامٌ عليكم كَتَبَ ربُّكم على نفسهِ الرَّحمةَ أنَّهُ من عَمِلَ منكم سُوءاً بجهالةٍ ثمَّ تابَ من بعدِهِ وأصلحَ فأنَّه غفورٌ رحيمٌ "وقد قضى الله تعالى ان اقول كلمة حق في نفسي بعد ضياع اكثر من عقدا من الزمان متحير بين الحقيقة والواقع الاليم الذي عرفته، انني عشت حياة كانت ظلما كبيرا بحقي ولم يقف احدا معي ولم استعن بالله، ولم اجد معين او نصير، ولم اقدر على حربهم ولم اقدر على مكرهم وخبثهم، من رجال او نساء او قضاء او درك، واليوم اقف داعيا ربي الى المغفرة والصراط المستقيم، لاني لما ارى قسوة قلوب وكفر اوعنف فكري وجنسي وجسدي كالذي مررت به في حياتي السابقة، شكاوي وقضايا ومهاترات ونساء فجرة ، يشربون الكاس ويفترشون الارض بعهارتهم وهم مصدقون ومأتمنون لدى اهل الارض، ولم ينصفني احدا ما، ولم اعرف طريق الحق وسجنت ظلما وتوقفت كارها ارضاء لفلان او فلانه ولم ارى نهاية بصيص نور او مستقبل واعد بل غامض ومؤلم ومحزن. واخيرا جأتني الرؤية الحقيقة الغائبة الحاضرة في عقلي وقلبي وروحي، ان الله الذي خلق الإنسان جعله مخلوقاً مشرَّفاً بالتكليف، ولم يكلِّفه الكمال، لأن التكليف به تكليف بما لا يطيق، " لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إلاَّ وُسْعَهَا.." وإنما كلَّفه أن يستعين بربِّه ليتغلَّب على وسوسة الشيطان، وأن يتطهَّر من الدنس كلَّما تورَّط في الإثم، وأن يرتقي في مدارج الاستقامة، ويبتعد عن مسالك الخطيئة؛ الَّتي لا عصمة له من ارتكابها، ولكنَّه مأمور بالرجوع عنها، ليخرج من دائرة الشرِّ والأشرار، ويدخل في زمرة الأخيار.وقال تعالى " إنَّما التَّوبة على الله للَّذين يعملونَ السُّوءَ بجهالةٍ ثمَّ يتوبونَ من قريبٍ فأولئكَ يتوبُ الله عليهِمْ وكان الله عليماً حكيماً، وليستِ التَّوبة للَّذين يعملونَ السَّيِّئاتِ حتَّى إذا حَضَرَ أحدَهُمُ الموتُ قال إنِّي تُبْتُ الآن ولا الَّذين يموتون وهمْ كُفَّارٌ أولئكَ أعتدْنا لهمْ عذاباً أليماً "ومنذ عشرة سنين دفعت ثمنا باهظا من حياتي وسمعتي ومالي وجسدي وعقلي، وانا اتظلم للناس وادعوا فلان وارجوا أخر ولم اعي انني في خطر من امري الا عندما تعرضت لظلم آخر بحياتي مما جعلني أغير مجرى فكري الذي عبدته واحببته وهي حياة الدنيا الفانية، والان وبعد الرجوع الى الغفور، الرحيم، القادر، القوي، الكريم، المنصف، الذي لا يهاب احدا منكم، اقف صامدا لا اخاف إلا هو ولا اطلب رحمة إلا منه ولن اتنازل عن قول كلمة الله تعالى : " الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ "لقد عملت بالسابق رئيسا لتحرير صحيفة اسبوعية، لم تدم إلا سنة واحدة وتطوعت في المنظمة العربية لحقوق الانسان، واشتركت بعدة لجان من اجل فلسطين، وكتبت مقالات، وعملت بتجارة شرعية وتجارة فاسقة، فما وصلت إلا لقناعة واحدة ما بني على باطل فهوا باطل، واقتنعت اخيرا ما تعلمته من قوانين وحقوق ومشاهد غير كلام الله فهوا باطل بقوله تعالى " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ".لم اعد انا راغبا في حياة اللهو والمال والنساء، بل حياة الاصلاح في الدنيا وبناء جسر حطمناه قبل عشرات السنين العفة والطهارة والرحمة، والمساوة بين الخلق بالحق وبحكم الله.ان غريزة حب الذات التي أودعها الله تعالى في أعماق نفس كل إنسان، تدفعه إلى الدفاع عن حقوقه وحماية مصالحه، فلا يحتاج الإنسان إلى أوامر إلاهية تشريعية تحثه على ذلك، لأن وضعه التكويني بما لديه من غرائز وملكات، يبعثه على السعي لنيل حقوقه، والأوامر الدينية في هذا المجال هي من نوع الأوامر الإرشادية، كما أنها تساعد الإنسان على تخطي العقبات، وتحمل الصعاب التي تعترض طريق الدفاع عن الحقوق. إن القرآن الكريم يشجّع من انتهك شيء من حقوقه أن يجهر بالاعتراض وإعلان ظلامته، بما يقتضي ذلك من نيل وتشويه لسمعة الجهة المعتدية، والإساءة إليها، يقول تعالى:" لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الجَهرَ بِالسُّوَءِ مِنَ القَولِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ ".ومن سعى وتحرك للانتصار لحقوقه، والدفاع عن مصالحه المشروعة، فقد مارس حقه الطبيعي، ولا لوم عليه ولا مؤاخذة له. بقوله تعالى: " وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيهِم مِّن سَبِيلٍ".ولا ينبغي للإنسان أن يتساهل ويفرّط في مصالحه فيقع عليه الحيف من الآخرين، فإنه بذلك لا ينال التقدير من الناس ولا الثواب من الله سبحانه.والدفاع الواجب عن حقوق الإنسان لا يقف عند حدود المصالح المرتبطة بذات الشخص، بل يعني تحمّل المسؤولية تجاه أي حق إنساني ينتهك، حتى إن الله تعالى يحرّض المؤمنين على القتال من أجل إنقاذ المستضعفين من واقع الاضطهاد، يقول تعالى: " وَمَا لَكُم لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالمُستَضعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالوِلدَانِ ".وانني اسامح من ظلمني واستقوى بسلطانه او شهوته او ماله علي واسامح من كان له القدرة على انقاذي وارجاع حقوقي او ابعاد الظلم عني، لإيماني المطلق بقول محمد عليه السلام عن الله تعالى " وعزتي وجلالي لانتقمن من الظالم في عاجله وآجله، ولانتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم ينصره " وسأكون انا العبد الفقير شهيدا عليكم يوم القيامة.انني طوعت نفسي لله واسلمت بما انزل موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وتأكيداً لاحترام حقوق الإنسان بكل أفراده، جاءت النصوص الدينية التي تحذر من انتهاك حقوق المخالفين في الدين، وسأنصر الحق بغض النظر عن ديانته او عرقه بقوله تعالى : "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أُنزِل إلينا وأُنزِل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون".وقوله تعالى : "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان".ومن هنا ارى من واجبي ان اعبر عن عقيدة نسيناها منذ عهد رسولنا الكريم ان الاسلام ليس للمسلمين فقط هي لكل البشر منذ عهد موسى وعيسى وختما برسولنا محمد عليهم السلام واننا كلنا مسلمون بالله من كل الملل والديانات وقوله تعالى : " قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . "وفي النهاية لن يستوقفني إلا ان اقول لكم ان الاسلام للجميع من ملة موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وان الاباحة في نصرة الاسلام ليست مطلوبة على فئة من دون فئة، ولو أبحنا لمجموعة من اهل الكتاب أن يحتكروا حق أرشاد الآخرين للدين من دون ملايين من اهل الكتاب الأخرين .. لكان من حق أي مجموعة أو حزب كتابي رباني آخر ان يفعل نفس الشيء ـ وما أكثر الجماعات والأحزاب في واقعنا المعاصر. وانهي حديثي بقوله تعالى : " قُلْ ياعباديَ الَّذين أَسْرَفوا على أنفسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رحمةِ الله إنَّ الله يغفرُ الذُّنوبَ جميعاً إنَّه هوَ الغفورُ الرَّحيم، وأَنِيْبُوا إلى ربِّكُمْ وأسلمُوا له من قبلِ أن يأتِيَكُمُ العذابُ ثمَّ لا تُنصَرُون، واتَّبِعُوا أحسَنَ ما أُنزِلَ إليكُمْ من ربِّكُمْ من قبْلِ أن يأتِيَكُمُ العذابُ بَغْتَةً وأَنتم لا تشعرون، أن تقولَ نَفْسٌ ياحسرتى على ما فرَّطتُ في جَنبِ الله وإن كنتُ لَمِنَ السَّاخرين ".
سلام عليكم،،،
نضال بكر
" هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق